انقطعت عنه الرضاعه.. لم يصرخ.اضطر ابوه لفطامه قبل أن يكمل سنته الاولي ..لم يبك.وكأنه كان يعلم انها لم تعد قادرة علي ارضاعه.لكنه لم يكن يعلم انها فيما بعد لن تكون قادرة علي اي شيء سوي ان تدفن بذلك الفراش ببيت جده العتيق.
مرت السنوات دون ان يذكر كم من بيت غريب مكث فيه بانتظار عودة ابيه.لكنه يذكر أن كل أم دخل بيتها كانت تخشي ان تبدد حنيتها علي ابناء الغرباء.
عندما احتضنته مدرسته سري بروحه شعورا لم يعتاده.تذكر يداها الملقاه دون حراك.كم ود لو يشعر يوما بحرارتهما تنتشر بجسده فتذيب الجلطة الثلجية التي تكونت بقلبه.
سأله صديقه ذات مره:لماذا لاتتحدث كثيرا عن والدتك؟هل ماتت؟
ماتت!! لم يدر هل يجيب بلا ام يجيب بنعم.
كل امراة قابلته بحث فيها عن صورتها الحية.
كم من عيد أم مر عليه.. لا يدري.تلك الاغنيات لطالما شعر بكلماتها تبعث البرودة باطرافه.
هل يحبها؟؟ لم تجد نفسه جوابا سوي انه لا يكرهها.
فجأة اجتذبه صوت خارجي من الغوص بأفكاره:ماذا أحضرت لأمك هذا العيد؟ ادهشه السؤال..لم يجب.
فقط صعدت لعينيه صورة ذلك السلم بدرجاته المتهدمة تكسوها ظلمه تزداد من عام لاخر.
يسحب رجليه المتثاقلتين ليتغلب علي قوي الجاذبيه التي تشده للهبوط.يخرج مفتاحه الصدأ.
يتوجه نحو غرفتها.تري كم بلغ عمرها؟ مائه؟ لا بل لم تتعد الستين.
يدخل اليها .يخرج هديته فيكشف وجهها الأزرق عن ابتسامته الباهته التي يتفطر لها قلبه.
سأل نفسه:تري هل من احد غيره اكتشف أن الموتي يبتسمون؟!
Dissertation times
قبل عامين (2)